فلتنصهر معادن البشر.. !!
by
, 11-02-2010 at 03:47 (4247 المشاهدات)
الحرية مطلب من أهم المطالب التي يطلبها المرء في حياته..
لأنه لا تكتمل سعادته في الدنيا.. إلآ إذا عاش فيها حراً لا قيداً يكبّلهُ ولا حدوداً تمْنعهُ..
ولكن للأسف الشديد على تزايد أعداد الباحثين عنها.. لا تجد واحد منهم.. يجد في نفسه القدرة على الدفاع عنها..
لأنه لم يعد يهتم ولا يحزن على تلك الحرية المفقودة كما كان يحزن ويبكي عليها أصحابها الأقوياء الأولين..
فأكبر جريمة يجرمها الإنسان بالإنسان أن يفقده وجدانه وإرادته.. فتصبح حالته أنه لا يشعر ولا يحزن لتلك الحرية..
و يرى أنه لا أهمية لحريته ما دامه قادر على جلب أكله ومشربه ومسكنه.. ويتجاهل الكثير مادون ذلك.. !؟
فهذه الأشياء بعدما كانت لا تكتمل إلآ بكتمال الحرية.. أصبحت تفتقد إليها كثيراً..
فأصبح الكثير يسعى إلى ما تصل إليه الأيدي متجاهلين القيم الحقيقية..
والتي يجب أن يؤمن بها الإنسان ويبادر لتحقيقها.. ليشعر بقيمته وإرادته ووجدانه..
وهذا التحقيق لا يأتي إلآ بتحقيق الحرية المفقودة.. ولا نحققها إلآ أن تكون لدينا إرادة كإرادة أصحابها الأولين..
لأنهم أفنوا حياتهم من أجل تلك الحرية وسعوا في كل مكان وتساقطت دمائهم وكل قطرة دم منهم تصرخ بصوت الحرية..
والنتيجة أنهم أستطاعوا أن ينالوا ذلك.. وتركوا ورائهم معنى وخلوداً لأرواحهم..
فالحرية هي الحياة التي تحيي الأنفس.. وهي الشمس التي تضئ الأرواح.. فيجب أن تكون لدى كل نفس..
لتنبض الحياة فيهم.. وتشرق الشمس في نفوسهم..
ومن قال بأن الحرية تعرضت لتغيرات الزمن وتغيرت كما تغير ما حولها..
أقول له بأن الحرية هي الحرية ولكنها تفتقد لفرسانها الحقيقين الذين رقدوا مع الراقدين.
ولا تريد الأحياء الأموات الذين سقطوا مع الساقطين ليكونوا أجساداً لا نبض ينبض فيهم ولا إحساساً يتنفس أنفاسهم
فماذا ننتظر منها ما دمنا بقية من الدمى لا إرادة فينا ولا قوة لنا.. غير أن تحمل حقائبها
وتعود بإدراجها بعيداً عن هذه الأقنعة المزيفة.. ونبقى نحن مع عجزنا وأحلامنا الضائعة..
فلعلَّ يكون هناك زماناً آخر غير زماننا هذا فتنصهر منه أجيالاً غير هذه الأجيال وتصل إلى ما عجز عنه من كان في هذا الزمان.