الحب والجمال والأخلاق

بيننا وبين المصداقية مع ذواتنا ومع الآخرين بون شاسع فما إن يتعكر طقس اي علاقة حتى تبدأ الاكاذيب تكلل أفكارنا
فلا نصدق مع الآخر وبالتالي لآخر لا يصدق معنا ومن هنا تنشأ اشكالية علائقية مجتمعية و تسوء أوضاع الفرد و الانسان
وتهبط به الى أن يصبح على شفا الجحيم ...
و ننتظر المصداقية ممن حولنا و نرسم لها أكاليل الغار و نمهد لها كافة الدروب للوصول الى افئدتنا وعقولنا
فمهما طغى النفاق واستبد نشتاق للمصداقية ونبحث عنها لاهثين و متعبين ..
وننتظر قدومها عسى ولعل نتناول وليمة من صدق وليمة قد أعدت بمهارة طاهي هندي ...
ونعد الايام و نحصي الاشهر والاسابيع ونقول غداً سيكون أجمل وأنقى و ارحب فإن كان اليوم لنا موعد مع اللامصداقية
فغداً سيكون لنا موعد مع المصداقية .
وتمر بنا نسائم من صدق فنقول لها أهلاً وتمضي ونقول لها مهلاً مهلاً أيتها المصداقية الى اين انت ماضية ..!!
ولا تسمعنا تلك العابرة كريح مرسلة بل تبقى مصرة على مضيها رغم تمسكنا و بكائنا وتوسلاتنا لتبقى معنا وبرفقتنا
زمن آخر ، زمن لا يقاس بالثواني و الساعات بل يقاس بدقات الوجدان و هنان الروح بين الصدق و المصداقية ...
ونبقى وحدنا في ذلك الدرب العسير ننتظر و نمارس اقسى أنواع الصمت أمام واقع امتلئ بالاكاذيب و امتلئ بالنفاق

ونفكر ماذا سنفعل بالقادم من أزمنة ودهور ...؟ هل نكتفي بالاكل والشرب و النوم والسير على دروب الحياة
بشرود و ذهول أم أن هناك مواعيد جديدة ولقاءات أكثر حميمية ...
لعلنا نكذب على أنفسنا و نكذب على عقولنا كذلك ونعدها بما ليس هو قادم وبما ليس هو آتٍ ...
فكيف نطالب بالمستحيل في أزمنة الاقنعة الملونة والشخوص المتلونة
كيف نطالب بالمصداقية وكل ماحولنا وهم وسراب و عالم افتراض
وكيف نحيا ببشريتنا وكل ماحولنا مجرد أصنام ...

هامش ...
أحياناً نشاهد الاشياء و نشعر بها في قلوبنا
نتواصل معها بصدق وشفافية
نغفر
نسامح
نضحك
ونتناسى أخطائه معنا
فقط لأنه الحبيب
ولأنه لايزال قابعاً في الوجدان ...والوريد ...