فوضاء وضوضاء.. !!
by
, 03-02-2010 at 17:56 (4617 المشاهدات)
قالت :
كيف يتطرف البعض منا في الحب أو الكراهية .. ؟
وكيف يحاصر المحب من يحبه إلى درجة الاختناق .. ؟
ويحاول قتل من يكرهه إلى أن يصل به الى الموت
فإن الحبيب قد أصابه الاختناق ... !!
فماذا تتوقع أن يفعل المرء عندما يكتشف بأن من كان حبيبه لم يعد حبيباً..
وأن من يكن له عداوة ليس عدواً له .. !!؟
وما حال المشاعر إن وجدت يوماً من كان حبيبها يقول لا أحبك.. !!؟
وما حالها إن وجدت من كان عدواً لها ويقول أحبك.. !!؟
فالتطرف في الحب والكراهية وأكتشافها متأخراً.. يؤدي إلى تشتت وفوضوية المشاعر..
لهذا لا يتحقق المعنى الحقيقي للحياة.. !!
فما رأيك في ذلك.. ؟
قلت :
مبدأ الحب مبدأ لا يملكه إلآ من وجد بداخله الحب.. !!
ومبدأ الكراهية مبدأ لا يملكه إلآ من وجد بداخلة الكره.. !!
فللحب رؤية عميقة بحيث يرى هذا المحبوب أنه أصبح كله عيوناً ترى هذا المحب في كل شئ..
لهذا أختلف كثيراً مع من يقول بأن ( الحب أعمى ).. !!
لأن نبض الحب في داخلنا يجعل كل ما فينا عيوناً لا ترى في الحياة إلآ من نحبه ونعشقه..
فنرى المحبوب بأرواحنا.. ونراه بأجسادنا.. ونراه بعقولنا وقلوبنا.. ونراه بمشاعرنا في هدوءها وتأججها..
فكل شئ فينا بحياة الحب يصبح عيوناً..
أما الكراهية.. فأعتقد أن بدايتها إن الإنسان لم يستطع أن يحب نفسه.. فأصبح يرى جميع ما حوله بمنظار الكراهية.. !!
لأن تداخل مبدأ الكراهية في داخله جعله يرى مرارة الأشياء في كل شئ يحيط به..
والذين عجزوا أن يحبوا أنفسهم كرهوا كل شئ حولهم..
فمن الصعب أن نحب ومبدأ الكراهية يسكن في داخلنا..
فالكره في حياة المرء وبقائه فيه يتسرب إلى كل شئ في حياته..
والحب في حياة المرء وبقائه فيه يتسرب إلى كل شئ في عمره..
وأنا لا أحب مبدأ الكراهية لأنه إحساس كريه لا أطيقه.. لهذا أرى كل شئ بعين الحب
وأن كل ما ألتقي به من بشر وأشياء قابل للحب.. فأن كان الحب في داخله شعرت به..
وإن كان الكره في داخله أبتعدت عنه وتركته مع كرهه..
وقد يجد المحب في داخله إحساساً بالأختناق أتجاه من يحب.. !!
وهذا لأن كلاً منهما أعتاد على الآخر في كل شئ.. لدرجة شعر كل منهم بأنه لا يستغني عن الطرف الثاني..
وأنه يثق به في كل شئ..
وبين مرور الأيام وبعدما أصبح كل شئ عادياً في حياتهم وجدوا أن المسؤلية قد أصبحت كبيرة بينهم..
فكل منهم يرمي المسئولية على الآخر في كل شئ.. حتى أصبحت الأشواق بينهم أشياء عادية كباقي الأشياء..
فشعروا بالأختناق.. وقرروا الأبتعاد عن بعضهم على أن تعود الأشواق كما كانت.. ويعود الحب كما كان في إحساسه..
ففترقوا وأتجه كل واحد منهم في أتجاه.. وبعد الفراق الطويل عادوا لبعضهم وحاولوا أن يعيدوا المياه إلى مجاريها..
فأكتشفوا أن ما تركوه لم يعد موجوداً.. وأن ما فات من عمرهم كان الأجمل من كل شئ..
وهذه هي أسباب الأختناق التي تحدث بين العشاق.. حينما يروا الإحساس غير الإحساس والمشاعر غير المشاعر..
التي جمعتهم في الحب.. فكل شئ يجب أن يعود إلى ثباته في الحب.. حتى لا يتسرب إليهم ملّل أو إختناق.
وقد يحب إنسان إنساناً آخر ويكتشف بعد مرور الوقت أنه ما كان يحبه.. وأن الذي يحبه هو الذي كان بعيداً عنه بسبب عداوة أو عناد..
فنخرج من ذلك بأن الزمن هو الوحيد والقادر على أن يكشف لنا مدى عمق حبنا للآخرين.. ومدى عمقهم في حبهم لنا..
لهذا يجب أن نترك كل شئ للزمن.. فمن بقي معنا وبقيت مشاعره الصادقة أتجاهنا فما كان بقائه إلآ حباً لنا..
ومن رحل عنا ورحت مشاعره معه فما كان رحيله إلآ لأنه لم يكن يحبنا..
فحال المشاعر عندما تكتشف بأن الحبيب لم يعد حبيباً.. حال قاسية ومعذبة..
لأنها تلقت أقسى كلام وأقسى حال وموقف من إنسان كان في داخلها كل شئ.. وتحب فيه كل شئ..
فهذا أمرَّ ما يمرُّ به المحب في حياة الحب.. لأنه كانت لديه أحلاماً أتجاه محبوبه تكفي جميع معالم الكون..
وبعد إكتشافه حقيقته رحلت كل الأحلام والمشاعر من حياته.. أنها أكبر صدمه يتلاقها العاشق من معشوقه قبل كل شئ آخر..
وحال المشاعر عندما ترى من يقول لعدوه بأنه حبيبه وعاشقه.. حال لا تنطق بشئ وتنتظر مرور الزمن لإثبات الحب وإعدام العداوة..
حينها سيتنفس الصعداء وتقول حالها بما كانت تشعر به في حال العداوة وفي حالة الحب..
هنا هذه الفوضاء والتشتت في المشاعر تحتاج لحاكم يحكمها بصدق وثقة وإخلاص وخير حاكم يحكمها هو الحب..
لأن الحب الحقيقي الصادق يجعل المشاعر في ثبات دائم ويجعلها تعرف ما لها وما عليها.. فهو ركيزة الأشياء وقاعدتها..
فأن أختلَّ فيه شئ أختل من كان حوله..
أنه عالم من المشاعر يشعر به العشاق النبلاء.. وعالم من العقل الطاهر يفكر به العقلاء الأكثر طهارة وأكثر صدقاً وحباً وعشقاً..
للمشاعر بقية..