رسالة إلى . . . صديقي الإنسان
by
, 06-06-2010 at 16:38 (15467 المشاهدات)
صديقي الإنسان..
حينما تجد كلمات لا تروق لك وتجد نفسك أنها أكبر منها..
لا تقتلها بشئ أنت أكبر منه..
فغيرك بحاجة إليها أكثر من احتياجك لغيرها..
فربَّ كلمةٍ قد تبعث المرء إلى حقيقته أو تبعثه إلى سعادته..
فلا تكن أنانياً حينما تجد شيئاً لا يروق لك منها..
ورفقاً بكلمات أخيك الإنسان فما هي إلا ترجمة لمشاعره..
فأن لم تأخذ منها شيئاً.. فدعها على حالها..
ولا تقل عنها شيئاً غير نقدك الصائب نحوها..
فأن لم تحترم ما يكتبه البشر فهذا لأنك لا تحترمهم حتى في مشاعرهم..
فكل كلمةٍ يكتبها المرء ناتجة من عقله أو قلبه أو روحه.. ولا يشعر ولا يعلم
بمدى صدقها وحقيقتها غيره..
فلا تقحم نفسك بما لا يعنيك منها.. ولا تقحمها نحو شأن كلماته
إن لم يكن لديك شيئاً عليها من نقدك الصائب..
ولا تنعتها بما لا تستحقه منك من أشياء لا تليق بها كونك إنسان تحترم
مشاعر غيرك..
فالكلمات هي التي تساهم في رفع الغطاء عن ما بداخل الآخرين..
وتكشف لنا عن بعض نواياهم سواء في حسناتهم أو سيئاتهم..
وواجبنا نحوها أن نحمل لها نقدنا الصائب في أمرها.. لا تقليل من شأن صاحبها
أو رفعه بما لا يليق به..
وأن وجدنا كلمات يقتحم أمرها أمر ديننا علينا ردعها ممثلين ديننا
بوضوحه ونقده وصدقه وقدرته.. لا أن نلقي كلمات على تلك الكلمات
كلمات لا تدل على إنسانيتنا وتجعلنا غير قادرين على فهم الآخرين
ولا الوصول إلى عقولهم أو مشاعرهم..
وإن لم يكن ردك عليه من بين صفوف الناقدين الصالحين أتجاهه
أصبحت من بين صفوف الحاسدين له دون أن تعلم ذلك عنه..
فلا تنسى أن بعض الكلمات على بعض الكلمات قد تظهر نواياها
كما أظهرت كلماتك نواياك اتجاهها..
فآلتكن أيها الإنسان إنساناً . .
أرق ما لديك مشاعرك.. وأفضل ما تملكه احترامك لغيرك..
والسلام..