صنع من الخوف ..
by
, 07-04-2010 at 23:40 (5618 المشاهدات)
من يصدق أن المواطن العربي انسان مصنوع من كتلة مخاوف ..!!
أمام واقعنا المفروض علينا بلا إرادتنا ينبغي على كل مواطن عربي أن يكون حذراً شدة الحذر يقصقص كلماته وينتقي حروفه ويراقب تصرفاته وسلوكه وقلمه ومحبرته وفكره واتجاهاته .
ينبغي على كل مواطن عربي ان ينصب ذاته رقيباً عليه كما اعتاد أن يكون البعض منه رقيباً عليه ، وعليه أن يبالغ في توجيه عبارات المديح لجهة بعض المسؤولين كما عليه أن يسلط الضوء على انجازاتهم وفكرهم ووجودهم وحضورهم وغيابهم ..لهم طائعاً وراءهم سائراً في كنفهم متصومعاً لكي يأمن على حياته ويمضيها كما يقال بالعامة ( بالستر) ..
تلك الأغلال هي التي تكبل المواطن العربي و تمنعه من التقدم والمضي في درب الدفاع عن قضاياه و قيمه ومبادئه ومثله ومحاربة الفساد واعلاء الحق وفي معمعة التقهقر الحضاري و القيمي لا نجد سوى لسان حاله يقول ( لم نمت لكن شاهدنا من مات) أي أن ماحدث لمن حاول رأب الصدع وابراز السلبيات لما تمارسه الحكومات لايزال يرخي بستائره السوداء على ضمير المواطن العربي خشية أن تحتويه غرف يسكنها الظلام ..
إذن المواطن العربي صنع من الخوف الذي امتزج مع روحه مما أدى إلى أن يصبح العربي أسير ورهين الخوف .. فإن سألنا البعض منا نحن شعوب العالم العربي ماهي أمنية المواطن العربي لقيل لنا ولأجبنا أنفسنا بأنفسنا (لانريد سوى الستر) فالذي يحصل على هذه الأمنية العصية نراه مسالماً حتى الثمالة بل ويرفع صوته عالياً بأن يارب احفظ فلان وفلان والوزير علان والمسؤول فلان ..فإن الهتاف وصل للمسؤولين من احد أولئك المواطنين قد يناله منصب في هيئة او مؤسسة ما وقد يحظى بزاوية في صفحة محلية ..
فإن لازلنا نحافظ على عادتنا في تصفح الصحف المحلية سيبرز لنا قلم المواطن فلان وقد باع قلمه وفكره و قصائده وخواطره وقصصه القصيرة والطويلة للسلطات .. وما أكثر تلك الأقلام التي هي من صنع السلطات التي صممت وجاهدت لإنتاج كتاب لهم مطبلين ومصفقين ومهللين ...
أما من لم يحظى بتلك السترة السلطوية العصماء واتخذ من الوطن رداء له فإنه سرعان ما ينطفئ وترخى عليه الستائر فلا يكاد يستره ساتر ولا يمتلك سوى فسحة لتنفس الهواء لمدة ربع ساعة يومياً..