رسالة إلى إعـتـقـاد جـاهل . . ومتمرّد !! ؟
by
, 12-03-2010 at 17:38 (5140 المشاهدات)
هناك من يتمادى ويسرّف في فهمه إسرّافاً خاطئاً في بعض الأقوال الشرعية..
ويجعلها بغير الصورة التي جاءت من أجلها.. ويبقيها كما أرادها عقله أو كما أرادها سوء فهمه..
فكثيراً ما أسمع من أفواه الكثير قول - كما تدين تدان - مما جعلني ذلك أشعر في كثير من الأحيان
أن أصحابها على كثرة تردّدها في كل الأحوال كأنهم لا يفهمون معناها..
حتى خشيت على نفسي أن أجدها يوماً لا تفهم ذلك كما يجب عليها فهمها..
فبعض مشاهدهم في واقع الحياة . . .
أني ألتقيت بأحد الأصدقاء وقال لي أن أحد أخوته قامَ بشّجار مع أحد أصحابه..
فنقلوهم جميعاً إلى مركز التحقيق للتحقيق في أمرهم..
فسألته عن سبب ذلك الشّجار.. !؟
فقال لي : أن أخوه كان في إحدى الأماكن العامة.. وأساءَ التصرّف في لسانه مع إحدى
النساء هناك.. فردَّ عليه صديقه الذي معه بصوت الغضب كما تدين تدان..
وأن لك إخوة سيجرى لهم غداً ما جرى لهذه الفتاة منك اليوم..
آلأ تخاف من أمرك أن يأخذهم بسوء تصرّفك وذنبك هذا.. ؟
فحدث الشّجار من هنا.. !!
فالأمر الأكثر أهمية.. هو ذلك الإفهام الخاطئ الذي يقع فيه الكثير من البشر
ويجدون أن جرّم المرء وأخطائه تجرَّ الآخرين من حوله فيه بحكم كما تدين تدان..
فما ذنب الأخوة والأهل في ذلك.. !؟
ما ذنب الأخت إن كان أخيها فاسداً ووضيعاً.. !؟
أليس من الظلم الكبير أن يحصد الغير ثمار غيره.. ؟
أن يلاقي السوء في حياته من سوء تصرّف وجرّم غيره.. !!
فأن كان هذا الإنسان كريه الطبع وفاسد الأخلاق أيكون معنى هذا أن أقاربه
يتصفون بما يتصف.. ؟ ويُفعَل بهم ويحدث لهم كما فعل قريبهم وأحدث بغيرهم.. ؟
فأني أرى ما لم يروه في رؤيتهم.. وأعتقد ما لم أعتقدوه في أعتقادهم بذلك الحديث..
فأجد أن كل ما تفعله وتدين غيرك يحدث مثله لكَ ولا يحدث لغيرك من أهلك أو غيرهم..
مادام لا ذنب لهم في ذنبك الذي أقترفته في حياتك..
فكل نفسٍ محاسبة على أفعالها.. ولا تحاسب على أفعال غيرها..
فمن الظلم أن يظن البعض سوء الظن ويفسر كما يريد..
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( البر لا يبتلى والدين لا ينسى والديان لا يموت ، أفعل ما شئت فكما تدين تدان )
والحق في ذلك أن صاحب الخير لا يضيع فعل خيره.. وصاحب الشر لا ينسى فعل شرّه..
مادام هناك إلهً يحاسبهم ويرى أفعالهم.. فالله هو الديان الذي لا يموت..
ولا يضيع مثقال ذرة من خير.. ولا يضيع مثقال ذرة من شر..
فمهما فعل صاحب الخير يجزى في الدنيا قبل الآخرة.. ومهما فعل صاحب الشر يجزى
كذلك في الدنيا قبل الآخرة.. فكل إنسان له خيره وله شرّه..
وكل نفسٍ لا تحاسب إلآ على أفعالها.. ولا تحاسب لإفعال غيرها..
فالله لا يظلم العباد ولا يعاقبهم بإفعال ليست بإفعالهم.. ولا يحاسبهم حساباً ليس لهم
يدً أو ضلعاً به لمجرّد أن قريباً لهم من أتصف وقام به..
فيا أيها الناس إن كنتم تعتقدون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أراد
في ذلك الأعتقاد الذي تعتقدونه فقد أسأتم الظن برسولكم وخذلتموه.