ليالي الشمال الحزينة
by
, 19-02-2010 at 14:22 (4714 المشاهدات)
ليَالي الشِمَال الحَزينِة
لمْ يبقْ مكانٌ آخرَ للألمِ سَيدي
ياسيَدي ذو الحُضورِ المدهِشِ
و الغيابْ الخُرافي ..
غيابٌ.. ومعَ ذلكَ الوجعِ يُوحي أَنهُ لا يغَيِبْ
فآلامي لها مذاقُ البيَاضِ
ذاكَ البياضِ الناصع والخادع
أما ألمي فمدثرٌ بوشاحٍ أبيضٍ
ل يوُحي لي بأنَ الغيَابَ بريءٌ
وبعيدٌ عن مكرِ السهادِ والأوجَاعِ...
غيابكَ ياسَيدي أَشبَهُ بِنصلِ عَقربٍ
لكنْ لا يلدَغ أحرُفي ولا مَدامِعَي
ولا يبثُ سمومهِ في دميَ وَمعصَميْ
غيابكَ سيدي تَوشحَ البَياضِ
ف لم أفكَر كَثيراً بمسَاءَلةِ ألوانِ الحياةِ والمَوَتِ
فالحياةُ بيضاءَ نَاصِعَة أما الموَتَ طَاغيَ السوادِ
وبينَ الحياةِ والموتِ هنَاك دائِماً وقتٌ
لأحملَ على كَتِفيَ شجرةَ أرزٍ خَضرَاءَ
علهَا تُرخيَ سُدولهَا على ظلالِ القِفَارِ
سأحملُ شجَرتي الخضَراءَ وأقولَ للأنجمِ
أنا لا أحتاجُ لحياةٍ موجِعَةٍ وإن أرختْ الظلالَ حفَنَة منَ الآمالِ ..
أنا أحتاجُ إلى حياةٍ بمذاقِ الشروقِ والمشَاعرَ والبَقَاءِ
فالحياةُ بمذاقِ رجلٍ يرتحلُ أشبهَ بغيومٍ مثقوبةٍ يندلقُ مطرهَا بِلا اكتِفاءْ
ليُغرقَ البيّدِ و الحقُولِ فتَموتُ غرَقاً براعمَ الأشَجَار و بتَلاتُ النَرجِساتْ
وهي أشبهُ برياحٍ مجنونةٍ تهبُ في أيَ وقتٍ شاءتْ تثيرُ الأعًاصًيرِ
لينبتَ التُرابُ حقَولاً من الأشَواك وثورَاتِ منَ الأشَواق ..
تتَعَلقُ خطَايا الغُربَة في أرواحِنَا كإيقوناتٍ آبِدةٍ
وحطامُ حنانٍ وحنَينٍ و نَجمعَ أوراقَ الخَرَيِفِ
وفي الأثيرِ يتَرَدَدُ صَدىً لـ ... ليَالي الشِمالِ الحزيَنَة ...تَذّكَريِني