عند مطلع القرن الثالث عشر
الهجري كانت الدولة العثمانيةـ الرجل
المريض آناذاك ـ صممت على تتريك العرب
ولكن كيف لها تنقيذ ذلك والعرب كلهم تيار قوي جارف
ضد تلك الفكرة وأهم ما كان يقلق الرجل
المريض ، تلك القومية النابغة من وسط
الجزيرة المصحوبه بالدعوة الدينية
الرشيدة ، تكونت فسرى تيارها قويا جارفا
حتى عمت تجدا واكتسحت الاحساء والحجاز ،
قلقت الدولة العثمانية على إمبراطوريتها
المترامية فأمرت واليها في مصر وامدته
بالاموال ليقضي على الدولة العربية
الفتية وكان ما كان من تشتت العربان
وإذلالهم
ـ قال البشر ـ كان الناس يهجرون بيوتهم
فيهيمون على وجوههم في البراري فرارا من
التسخير والارهاق والقتل والتعذيب فانحل
في البلاد نظام الحماعة وشاعت المحرمات
وضربت الفوضى أطنابها
آل خليل ـ ـ وآل على
ـــ
يصعد نسب حكام حائل قديما إلى آلـ
خليل ، وقد أعقب خليل جاسر وأعقب جاسر
رشيد، وأعقب رشيد عليا وأعقب على عبيد
وعبدالله وهو الموّسس الأول لإمارة آلـ
رشيد،،،ـ
وقد كانت حائل وما يتبعها من القرى
والمدن يحكمها أبناء عم آلـ رشيد وهم آلـ
على الذين دام حكمهم بحائل زمنا ـ على
مايقال ـأعقابهم ،،أعقب على الكبير بن
ضيغم ويتصل نسبه إلى الجعفر،، أعقب عيسى
الذي دام حكمه زمنا ليس بالقصير وكان على
صلات حسنة بآلـ سعود ، وأعقب عيسى هذا
محمد الذي طال حكمه أيضا ولم يتفق في
سياسته مع الاتراك حيث إحتالو لقتله وفيه
يقول الشاعر
ياحيف راس الشيخ تلعب به الرّوم
متقابلين بـينـهــم
يجـزرونـــه
ومحمد هذا هو الذي بنى قصر برزان وقيل فيه
من التهنئة بعد بنائة
بنينا لنا قصر ببرزان
عريض
الدّرج زين المباني
وبنّايته تسعين رجّـال
مع الفين
عبد ترجماني
وأبوابه ذهب يا طيّب الفال
وطينه
زباد وزعـفراني
وفي أيامه خرج عليه محمد الطّيفي
الجربا فظفر به محمد وقتله وقال ،
يقول إبن على وإبن على محمد
كما البرج
فوق البلاد إشهير
ضاع طيبي بل طيفي محمد
كما ضاع
بالصّبخا بذار أشمير
حنّا الذي جبناك يوم يحال دونك
يوم أنت
بالجهرى يقال اقصير
وبعد قتل محمد بن عيسى تولّى أخوه صالح بن
عيسى ولم يكن على الدرجة التي كان عليها
سلفه من الحزم والسياسه والرّأي ، وكان
أخوه محمد بن عيسى قد عقد قران ابنته على
ابن عمها عبدالله بن على بن رشيد ودخل بها
فلما تولى صالح الحكم منع بنت أخيه من
مقابلة زوجها ـوكانت منه حاملا ـ وذلك
لما قام به هو وأخوه عبيد العلي من التعدي
على القبائل المجاورة التي يعتبرها
الامير صالح بن عيسى في حلفه أو ولائة ،
وساءت العلاقات وأدّت إلى
المقاطعة والجلاء عن حائل ، فذهب عبيد
العلي إلى البادية وذهب عبدالله العلي
إلى بغداد ، وقال متوعدا لإبن على
والله لو أني من ورا جسر بغداد
لأصير لك مثل العمل عند راعيه
وذهبت أمهم إلى ـ جبّه ـ بلد أهلها ومما
يروون من قولها تعبيرا عن حزمها بفراق
ابنيها
يانور عيني يا موّدة فؤادي
جلّوني
بالقيظ الحمر عن ابلادي
ديرة هلي فوقي كما غيّة الهيش
وعسى يجي عدل
وحاديه قادي
|
|
|
عبدالله العلي الرشيد يعود
لاخذ زوجته
عاد عبدالله مختفيا عن أنظار إبن علي
ودخل حائل ليلا وكان يعرف مسالك فصر
المقطّع وبرغم كثرة الخدم والحراس فقد
توصّل إلي مسافة قريبة منها كما أحست هي
أيضا بوصول زوجها وحصل التّفاهم على
الخروج ودبّرت الحيله ولحقت به ومشت خلفه
وبعد برهه من الزّمن قابل رجلا من أعوانه
يدعى حسين ومشى معهما وكان ابن
رخيص قد أعد لهما عند النيصيّه ـ قريه
شمال حايل ـفألتفت عبدالله بن رشيد إلى
زوجته ورأى أثر الدم على أقدامها لعدم
احتمالها المشي فقال لرفيقه حسين إحملها
فأمتنع ، مكرر عليه الطلب بإلحاح و قــال
إرم النّعول لمغيزل العين يا
حسين
وأقطع لها
من راس ردنك ليانه
جنّب حثاث القاع واتبع بها اللّين
وإقصر
خطاك اشوي وامش امشيانه
وإن شتلها ياحسين تر ما بها شين
ترى الخوي يا حسين مثل الأمانه
ما يشتشك يا حسين كود الرديّين
ولآ ترى
الطيّب وسـيع بطانه
فقنع الرجل وحملها ، فلمّا وصلا
إلى المركوبتين المعدّتين لهما من إبن
رخيص ركبا مختفيين عن الأنظار إلى ما ورا
الجوف ، ووصلا العراق وتركها بالباديه
واشترك في قتال حصل منه على مجوهرات عاد
بها إلى الرياض لإهدائها إلى الأمير فيصل
بن تركي والتحق بمرافقته وخدمته ،ـ
وفي ظروف مليئة بالفتن والاضطرابات قام
الأمير فيصل بن تركي آلـ سعود يثأر لأبيه
حيث هجم رجاله ومن أبرزهم شجاعة وحزما ـ
عبدالله العلي الرشيد ـ حيث تسلّق سور
القصر وقتل حراسه وصارع عبداَ ضخما
لمشاري بن عبدالرحمن وكاد العبد يقضي على
عبدالله العلي الرشيد لولا أن قيّض الله
له أحد رفاقه فمسك بعضو من أعضاء العبد في
الظلام الدّامس لا يدري أهو من العبد
أم من عبدالله فقال لعبدالله الذي بيدي
وأنا قابض عليه ـ هو منك أو منه ؟ فقال
عبدالله الرشيد إن كان بيدك شيء فجزّه
وأقطعه ، فقطعه الرجل مابيده ومات العبد
وتخلص عبدالله من أكبر عقبه أمامه وحيث
أتّرت بجسده مصارعه العبد فقد أشار إليها
بالبيت العشرين وما بعده من قوله في
عتابه على أهل عنيزه وموجها الخطاب إلى
الامام فيصل بن تركي
الحمد لله فزع من شكى له
والحمد له
ثاني على كل الأحوال
والحمد له ثالث بقدر فعاله
حيّ قديم عدّ ما قايل قال
القصيدة من
ثمان وعشرين بيت سوف
تضاف لصفحة شعراء شمّر إنشاء الله
وقد سر فيصل بشجاعة عبدالله بن
الرشيد وبدأ يفكّر له في تحقيق أمنيته
الوحيدة وهي مساعدته على أمارة حائل
""""""""""""""""""""""""""""""""
تابع
نهاية حكم الأمير صالح بن عيسى
وولاية عبدالله بن رشـــيد
|